الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الصابوني: سورة المدثر صلى الله عليه وسلم مكية.وآياتها ست وخمسون آية.بين يدي السورة:* سورة المدثر مكية، شأنها كسابقتها- سورة المزمل- تتحدث عن بعض جوانب شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولهذا سميت سورة المدثر.* ابتدأت السورة الكريمة بتكليف الرسول بالنهوض بأعباء الدعوة، والقيام بمهمة التبليغ بجد ونشاط، وإنذار الكفار، والصبر إلى أذى الفجار، حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر}.* ثم توالت السورة تنذر وتهدد أولئك المجرمين، بيوم عصيب شديد، لا راحة لهم فيه، لما فيه من الأهوال والشدائد {فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير} الآيات.* وبعد ذلك البيان الذي يرتعد له الإنسان، تحدثت السورة عن قصة ذلك الشقى الفاجر (الوليد بن المغيرة) الذي سمع القرآن، وعرف أنه كلام الرحمن، ولكنه في سبيل الزعامة وحب الرئاسة، زعم أنه من قبيل السحر الذي تعارفه البشر {ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا أنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر}. الآيات إلى قوله تعالى: {سأصليه سقر}.* ثم تحدثت السورة عن النار التي أوعد الله بها الكفار، وعن خزنتها الأشداء، وزبانيتها الذين كلفوا بتعذيب أهلها، وعددهم، والحكمة من تخصيص ذلك العدد {وما أدراك ما سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا}. الآيات.* وأقسمت السورة بالقمر وضيائه، والصبح وبهائه، على أن جهنم إحدى البلايا العظام {كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر}.* ثم تحدثت السورة عن الحوار الذي يجري بين المؤمنين والمجرمين، وبينت سبب دخولهم الجحيم {إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين} الآيات.* وختمت السورة ببيان سبب إعراض المشركين عن الإيمان، ألا وهو إنكارهم للقيامة، وللبعث والنشور {كلا بل لا يخافون الآخرة كلا إنه تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة}. اهـ..قال أبو عمرو الداني: سورة المدثر 74:مكية.وقد ذكر نظيرتها في المدنيين والمكي ولا نظير لها في الكوفي والبصري.وكلمها مائتان وخمس وخمسون كلمة.وحروفها ألف وعشرة أحرف.وهي خمسون وخمس آيات في المدني الأخير والمكي والشامي وست في عدد الباقين.اختلافها آيتان:{في جنات يتساءلون} لم يعدها المدني الأخير وعدها الباقون.{عن المجرمين} لم يعدها المكي والشامي وعدها الباقون.وفيها مما يشبه الفواصل موضعان:{والمؤمنون} {بهذا مثلا}..ورءوس الآي: {المدثر}.1- {فأنذر}.2- {فكبر}.3- {فطهر}.4- {فاهجر}.5- {تستكثر}.6- {فاصبر}.7- {الناقور}.8- {عسير}.9- {يسير}.10- {وحيدا}.11- {ممدودا}.12- {شهودا}.13- {تمهيدا}.14- {أزيد}.15- {عنيدا}.16- {صعودا}.17- {وقدر}.18- {قدر}.19- {قدر}.20- {نظر}.21- {وبسر}.22- {واستكبر}.23- {يؤثر}.24- {البشر}.25- {سقر}.26- {ما سقر}.27- {تذر}.28- {للبشر}.29- {عشر}.30- {للبشر}.31- {والقمر}.32- {أدبر}.33- {أسفر}.34- {الكبر}.35- {للبشر}.36- {يتأخر}.37- {رهينة}.38- {اليمين}.39- {المجرمين}.41- {سقر}.42- {المصلين}.43- {المسكين}.44- {الخائضين}.45- {الدين}.46- {اليقين}.47- {الشافعين}.48- {معرضين}.49- {مستنفرة}.50- {قسورة}.51- {منشرة}.52- {الآخرة}.53- {تذكرة}.54- {ذكره}.55- {المغفرة}. اهـ..فصل في معاني السورة كاملة: .قال المراغي: سورة المدثر صلى الله عليه وسلم:{المدثر}: أصله المتدثر، وهو الذي يتدثر بثيابه، أي يتغطى بها لينام أو ليستدفئ، والدثار: اسم لما يتدثر به، أنذر: أي حذّر قومك عذاب اللّه إن لم يؤمنوا، {كبّر}: أي عظم، {فطهر}: أي طهر نفسك مما تذم به من الأفعال، وهذّبها عما يستهجن من الأحوال، {والرجز}: العذاب كما قال: {لئِنْ كشفْت عنّا الرِّجْز} أي اهجر المآثم المؤدية إلى العذاب، {ولا تمنن تستكثر}: أي ولا تمنن بعملك على ربك تطلب كثرته، {نقر}: أي نفخ، {الناقور}: أي الصور، {عسير}. أي شديد، {غير يسير}: أي غير سهل.{ذرنى ومن خلقت وحيدا}: أي دعنى وإياه، فإنى أكفيكه، {ممدودا}: أي كثيرا، {شهودا}: أي حضورا معه بمكة يتمتع بمشاهدتهم، {ومهدت له تمهيدا}: أي بسطت له الرياسة والجاه العريض، {سأرهقه}: أي سأكلفه، {صعودا}: أي عقبة شاقة لا تطاق، {فقتل كيف قدر}: أي لعنه اللّه كيف وصل بقوة خياله وسرعة خاطره إلى رميه الغرض الذي كانت تنتحيه قريش، {عبس}: أي قطب ما بين عينيه، {بسر}: أي كلح وجهه كما قال توبة بن الحميّر.{لواحة}، من لوحته الشمس: إذا سودت ظاهره وأطرافه، قال: والبشر: واحدها بشرة، وهى ظاهر الجلد. {فتنة}. أي سبب ضلال، {أوتوا الكتاب}: هم اليهود والنصارى، مرض. أي نفاق، {مثلا}: أي حديثا، ومنه قوله تعالى: {مثلُ الْجنّةِ الّتِي وُعِد الْمُتّقُون} أي حديثها والخبر عنها، {جنود ربك}: أي هم خلقه من الملائكة وغيرهم، {ذكرى}: أي تذكرة وموعظة للناس، {كلا}: أي حقا، {أدبر}: أي ولّى، {أسفر}: أي أضاء، {الكبر}: أي البلايا والدواهي، واحدها كبرى، {أن يتقدم}: أي إلى الخير، {يتأخر}: أي يتخلف عنه. {رهينة}: أي مرتهنة بعملها مأخوذة به إما خلّصها وإما أوبقها، {أصحاب اليمين}: هم من أعطوا كتبهم بأيمانهم، {ما سلككم}: أي ما أدخلكم تقول سلكت الخيط في ثقب الإبرة: أي أدخلته فيه، {نخوض مع الخائضين}: أي نخالط أهل الباطل في باطلهم فكلما غوى غأو غوينا معه، {اليقين}: هو الموت كما في قوله: {واعْبُدْ ربّك حتّى يأْتِيك الْيقِينُ} قاله ابن عباس، {مستنفرة}: أي نافرة، و{قسورة}: الرماة للصيد واحدهم قسور قاله سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد، {منشّرة}: أي منشورة مبسوطة: تقرأ وتنشر. اهـ.. باختصار.
|